Friday, September 21, 2007

مقابلة مع العربية.نت حول ما تردد من أخبار كاذبة عن افتتاح فرع المؤتمر الإسلامي الأمريكي في مصر




نقلا عن موقع العربية.نت
20 سبتمبر 2007

http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/20/39377.html

تساءلت: لماذا الخوض في مسألة شخصية جداً
مصرية تدير منظمة أمريكية بالقاهرة: لم أخبرهم بأنني غير "مختونة"

دبي - فراج اسماعيل


نفت مسؤولة فرع منظمة المؤتمر "الكونغرس الاسلامي الأمريكي" بالقاهرة، أن تكون منظمتها مؤيدة للاحتلال الأمريكي للعراق، مشيرة إلى أن هذه المنظمة التي أسستها سيدة عراقية في أمريكا هي هيئة غير رسمية تهتم بأوضاع حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، ورفضت داليا زيادة ربط اختيارها لهذا المنصب بكونها ناجية من عملية الختان، مشيرة إلى أن هذا الأمر "مسألة شخصية جدا، وما كان ينبغي الخوض فيها من الأساس".

وشرحت داليا وهي صاحبة مدونة على الانترنت، في حوار مع "العربية.نت" ملابسات ما حدث من لبس بقولها "المسألة ببساطة أن نشر البيان صاحبه نشر مقابلة فيديو معي تم تسجيلها أثناء حضوري مؤتمراً عن اللاعنف بالأردن في مارس/آذار الماضي. وكنت أتحدث في تلك المقابلة عن قيامي منذ فترة بحملة لوقف جريمة الختان في مصر وعن السبب وراء اهتمامي بالموضوع، فذكرت أنها متفشية في مصر ولا أحب أن أراها تتكرر مع غيري".

وأضافت: ليس الأمر كما جاء فيما ذكرت الوكالة الأمريكية التي نشرت الخبر الملفق بأنني ناجية من العملية، فكيف إذن اخبرهم أني غير مختونة إن لم يكن الأمر كذلك، وما علاقة هذا بموضوع إنشاء فرع للمنظمة بالقاهرة أصلا. كان المفروض الاطلاع على أهدافنا وتقييمها بدلا من البحث في أمور شخصية لن تفيد أحدا بشيء.

وأجابت على سؤال من "العربية.نت" بقولها: " صحيح أنا محجبة عن اقتناع و الحمد لله، ولم يكن الحجاب موضوعا للنقاش بشأن تعييني في المنظمة أم لا، على العكس كان الاهتمام بجوهري وفكري وليس بمظهري، فما دخلهم إن كنت محجبة أم لا.. منظمتي ليست منظمة لاهوتية، بل هي منظمة حقوقية تهتم بالعالم الإسلامي، وما يهمهم هو ما إذا كنت على كفاءة لممارسة مهام الوظيفة كمديرة لفرع القاهرة أم لا".

داليا زيادة، في الخامسة والعشرين من عمرها، وتقول لـ"العربية.نت" إنها تقدمت هذا العام لاستكمال دراستها بالماجستير في الأدب الإنجليزي من الكلية نفسها التي تخرجت فيها عام 2002– قسم الأدب الإنجليزي، كلية الأداب، جامعة عين شمس بالقاهرة، وتعمل بالمجال الصحفي ثم الحقوقي منذ تخرجها، مجيبة على سؤال وجهته لها بأنها غير متزوجة "لكن أعتقد أن تلك مسألة لا تهم أحدا غيري".



لا ينبغي أن نعدل ما خلقه الله

تابعت زيادة "اعتبر الختان إحدى صور العنف الواقع على المرأة، لأننا لا ينبغي أن نعدل ما خلقه الله على هوانا، و هذا ليس رأيي وحدي و لكن رأي الدكتورة سعاد صالح والدكتور على جمعة مفتي الجمهورية، وغيرهم الكثير من علماء الدين المعتدلين، أما حدود حرية المرأة بالنسبة لي فهي نفسها حدود حرية الإنسان، لأن المرأة في النهاية إنسان و لا يجب التعامل معها بصفتها تنتمي لتصنيف آخر".

وقالت داليا: إلى الآن مازال الفقهاء في العالم الإسلامي بأكمله في خلاف على مسألة الختان، حتى أن دولا عربية إسلامية مثل السعودية لا تمارس هذه العادة.. أي لا يمكن لأحد أن يجزم بأنها من الإسلام أم تتعارض معه.

وفسرت اهتمام المنظمة بقضايا مثل قضية المرأة بأنه "أمر وارد جدا على اعتبار أن الإسلام هو من أهم الأديان التي كرمت المرأة، و لا اعتقد أن احدا يختلف معي بشأن ذلك.

واكدت أن أمورا مثل "حقوق المثليين و غيرها بعيدة تماما عن عملنا نظرا للمرجعية الاسلامية التي نستند إليها، فضلا عن أن عملنا يتركز بشكل رئيسي على دعم حرية الرأي والتعبير ودعم حرية المدونين والصحفيين والمساهمة في رفع العنف الجسدي والمعنوي الواقع على المرأة المصرية والعربية، وتعليمها و تفعيل دورها المجتمعي والسياسي باعتبارها عماد المجتمع والمحك الرئيسي في نجاحه أو فشله".



لقاء بوش ليس إدانة

وقالت زيادة إن لقاء زينب السويح مؤسسة المنظمة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش "ليس إدانة لها على الإطلاق، وإلا على هذا المنوال فعلينا إدانة الحكومات العربية وأطراف المعارضة الذين يلتقون بممثلي الإدارة الأمريكية طوال الوقت، ولم يتهمهم أحد من قريب أو بعيد بالعمالة لأمريكا".

وتابعت بأن "السويج التقت برموز سياسية كبيرة مثل هيلاري كلينتون وغيرها، فلماذا لم يذكر ذلك، وبالتالي لا يمكن لأحد وصف المنظمة أو فرعها بالقاهرة بالعمالة لأي حكومة من أي نوع أو لأي حزب، جمهوريا كان أم ديمقراطيا.

وأوضحت أن منظمة المؤتمر "الكونغرسالإسلامي الأمريكي" "منظمة غير حكومية وغير ربحية تأسست عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بغرض تحسين صورة المسلمين في المجتمع الأمريكي، ثم اتسع نشاطها بعد ذلك ليشمل الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والمدونين والصحافة ورفع العنف الواقع على المرأة والتسامح الديني، وغيرها من القضايا الحقوقية المهدورة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط بما يخدم تحسين صورة الإنسان المسلم في العالم، وهذا هو الدور الذي سوف نستكمله هنا في مصر"

واستطردت داليا زيادة بقولها: لا نسعي للعب أي دور سياسي على الإطلاق، كل ما يهمنا في المقام الأول والأخير أن ندافع عن الحقوق المدنية مثل كافة المنظمات المحلية والعالمية العاملة في المنطقة.

أضافت: منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي تتميز عن بقية المنظمات الحكومية القائمة باستنادها إلى منظور إسلامي معتدل. وهي المنظمة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.

وحول سبب شهرتها في الصحافة الأمريكية التي تنشر مقالاتها مثل "الهيرالد تربيون" أجابت بأن الأمر لا يقتصر على هذه الصحيفة فقط "يمكنك أن تقرأ العديد من تصريحاتي والحوارات التي أجريت معي والمقالات التي نشرتها بشأن قضية كريم عامر (المدون الذي يقضي حكما بالسجن في مصر بتهمة إزدراء الإسلام) وغيرها من الموضوعات الحقوقية على الكثير من مواقع الانترنت والصحف العالمية".


حبس كريم عامر أمر رهيب

وأضافت زيادة "السبب في اهتمامهم بما أكتب – حسب اعتقادي – هو أني اتبنى قضايا حقوقية مهمة لا أكثر ولا أقل. مثلا قضية كريم عامر، شاب في مقتبل العمر يحبس لمجرد أنه كتب كلمات مجرد كلمات على مدونته أمر رهيب، ومن الشرف الكبير لي أن أدافع عنه وعن حقه في حرية التعبير، فضلا عن أن كريم كان صديقا لي، وأنا على دراية تامة بأن ما دفعه إلى الهجوم على الإسلام هو موقف عائلته المتشددة جدا دينيا، وأنه ما كان يحتاج إلا النصح والإرشاد من ذوي العلم وليس السجن والحكم عليه بأربع سنوات خلف القضبان".

وعن أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة في مصر والتي ستسعي المنظمة لمواجهتها قالت إنها "تتراوح بين العنف المعنوي بمعنى عدم توافر الاحتياجات الأساسية للحياة لظروف الفقر أو غيرها، والعنف الجسدي بكل أشكاله تدرجا من التعنيف والضرب وحتى الختان، وكذلك العنف العام الذي يعاني منه الرجال والنساء بسبب ظروف قمع حرية الرأي والتعبير وانعدام المشاركة السياسية الفاعلة.


أفخر بحبي للإسلام

وتحدثت عن حبها للاسلام بقولها إنه "فخر لي، ذلك لأني لم أخذ الإسلام من باب التلقين ولكن من باب الدراسة و الفهم، فأحببته عن اقتناع. و طبعا أحب الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام لأنه كان أرحم البشر و ألينهم جانبا، و لو كان موجودا معنا الآن لكان أول المدافعين عن كريم برغم إساءته للإسلام، ألا تذكر الحادثة الشهيرة عن الأعرابي الذي كان يبول كل يوم أمام بيت رسول الله كشكل من أشكال إهانته صلى الله عليه و سلم؟ ولم يعنفه الرسول أو يعاقبه على الرغم من أنه كان قادرا على قتله. ثم عندما تغيب الرجل ليوم أو يومين سأل عنه الرسول وعندما علم بمرضه ذهب لزيارته فذهل الرجل و أعلن إسلامه فورا. هل هناك إساءة أبشع من تلك؟ كل ما فعله كريم هو أنه اندفع بالتطاول ببضعة كلمات على الدين، وليس هذا مبررا إطلاقا للزج به في السجن و إهدار 4 سنوات من عمره. بدلا من التحاور معه برحمة وحب هو يستحقها بكل تأكيد.

وأوضحت أنه لا علاقة لعالم الاجتماع السياسي المصري الشهير والأمريكي الجنسية د. سعد الدين ابراهيم باختيارها مسؤولة عن المنظمة في مصر، قائلة "تم اختياري من قبل الاستاذة زينب السويج المدير التنفيذي للمنظمة، و د. سعد الدين إبراهيم ليس مهتما أو ليس من اختصاصه البت في تعيين شخص أو رفض آخر على حسب علمي".

وأشارت إلى أن المنظمة لم تروج للاحتلال الأمريكي للعراق "لأن الحديث في الأمور السياسية ليس من اختصاصها لأنها منظمة حقوقية مهتمة بتحسين صورة المسلمين والدفاع عن الحقوق المدنية في الشرق الأوسط بما يسهم في تحسين تلك الصورة على مستوى العالم، فضلا عن أن رئيسة المنظمة "الاستاذة زينب السويج" عراقية المنشأ، و لمنظمتنا فرع في العراق أيضا".

وتقول داليا زيادة إنها "مهتمة بالكتابة عن أي شيء و كل شيء من منظور إسلامي، والكتابة ليست هواية ولكنها نعمة أحمد الله عليها. و هنا أنا لا اعترف باسلام معاصر وغير معاصر، ولكني اعتقد تماما في الإسلام القائم على الفهم والمنطق وليس التلقين الأعمى، أمرنا الله و رسوله بتدبر الأمور و ليس أخذها عن ظهر قلب. أما عن التراث، فكيف أرفضه؟ الشجرة تنمو لأنها تحتفظ بجذورها".


الحب والزواج لا يشغلاني

وعندما سألت داليا زيادة: يظهر من الشعر الذي تكتبينه أنك تعيشين قصة حب في مجتمع من الطبيعي ان ينتهي الحب بزواج، هل أنت متمردة على هذا الأسلوب؟.. أجابت: "أجمل الشعر أكذبه. وصدقني مسألة الزواج و الحب و نظرة المجتمع لهما أمور لا تشغلني بالمرة، الحياة مليئة بأمور أخرى أهم".

وتؤكد أن أصحاب الأقلام الحرة في مصر "سواء مدونين أو صحفيين يواجهون قمعا كبيرا. افتح الجرائد وسترى بنفسك أحكاما بالحبس تصدر ضد الكلمات و أصحابها على مختلف تواجهاتهم وأعمارهم".

وعن مساهمة المدونين في الحراك الاجتماعي تقول "يكفيني أن أقول لك إن التدوين في مصر كان المحرك الأساسي لأغلب التحركات الاجتماعية والسياسية بل والأدبية أيضا طيلة العامين الماضيين. فضلا عن أن التدوين و الإنترنت نجحا في كسر الاحتكار الإعلامي للمعلومة والذي ساد طويلا في مصر والعالم العربي. بالاضافة إلى ذلك فإن اغلب المدونين يشاركون في مظاهرات واعتصامات وحملات مهمة جدا لمستقبل البلد".